31/12/2018 المراکز الثقافیة الفیلیة

الكورد الفيليون في الركب الثقافي و الحضاري

الكورد الفيليون علامات مضيئة في ركب الحضارة الإنسانية،وشموع تنير دياجير الجهل أينما حلّوا وارتحلوا،عمّروا البلاد،وأسعدوا العباد،فكافئوهم بانتهاكات بلا حدود،وهم يحصدون أفياء الوعود، في ظلِّ التحرير..وزوال الطاغية،هؤلاء هم الكورد الفيليون،صبر جميل وحبٌّ للأمة والوطن،وعزم لا ينثني في عالم العطاء دون فتور،وإن عاكسهم الزمان والمكان،وفي هذا السرد الموجز نذكر باقة ملونة من تلك المواهب التي يتمتع بها الكورد الفيليون،و من الذين حصلت على السير الذاتية لهم ،وإلّا هناك عشرات المئآت من ذوي المواهب غائبون عن وسائل الإعلام والأضواء،و الحديث هنا في هذا القسم عن إبداعات الكورد الفيليين في مجال الأدب و الثقافة فقط،آملاً أن نغطي بقية المجالات تباعاً في الأعداد القادمة إن شاء الله.

الفيليين في مجال الأدب و الثقافة:
كما يعلم الجميع إنَّ مجال الأدب و الثقافة واسع و متشعب،ولابدّ من تبويب ذلك لذا نبدأ بالشعر بكلّ أنواعه،و اللغات التي كتب بها شعراؤنا.
كان لكثير من الكورد الفيليين باع طويل في عالم الشعر الجميل بكلّ فنونه و أغراضه،وقد ذكرنا في القسم السابق ثلاثة عشر شاعراً منهم،وها نسرد حياة آخرين منهم كما وعدناكم:
ونبدأ بالأديب إبراهيم أدهم الزهاوي من مواليد بغداد لعام 1321هـ/ 1902م،و نشأ بها على أبيه فعنى بتربيته،و تخرج في جامعة أهل البيت (ع)،وأحب الأدب فقرأ الكثير من الكتب و الدواوين و مال الى نظم الشعر فقاله مبكراً،بقصائده الوطنية الحماسية اللاهبة،توفي في بغداد/1962م،و دفن فيها.وقد خلف أربعة كتب.وقد ذكره علي الخاقاني في كتابه شعراء بغدادج1 ص114،وكوركيس عواد في معجم المؤلفين العراقيين ج1ص37 .

وحان لنا أن نذكر الدكتور الشاعر ماجد الحيدر الفيلي،و هو من مواليد بغداد 1960م،التحق بكليّة طب الأسنان /جامعة بغداد،وتخرج فيها عام 1984م،وهو بالإضافة الى مهنته الطّبية فهو قاص،وشاعر،ومترجم،غزير الإنتاج في الحقل الثقافي،له أحد عشر كتاباً مطبوعاً،كما نشر العشرات من القصائد والقصص القصيرة والمقالات والترجمات العلمية والأدبية في الصحف والمجلات العراقية والعربية.

ووقفة لنا مع الشاعر إبراهيم جهان بخش من مواليد خانقين لعام 1948م،وأنهى المرحلة الثانوية ليرحل بعدها الى إيران ،وواصل دراسته في معهد المحاسبة لمدة ثلاث سنوات،ليهاجر بعد ذلك الى مملكة السويد،و مازال هناك يعيش مغترباً و بعيداً عن الوطن.مارس كتابة الشعر و باللغتين العربية (فصحى و شعبي)،وباللغة الكردية – اللهجة الفيلية الكلهورية،و له ديوان مطبوع سمّاه (بيت الحزن),و قد سخّر القسم الأكبر من شعره في بيان مظلومية الكورد الفيلية.

أما الدكتور محمد تقي جون من مواليد الكوت،وهو أستاذ في كلية الآداب- جامعة واسط،و يزاول كتابة الشعر،ومؤلف جيد له سبعة مؤلفات مطبوعة.

وشاعر مُجيد آخر لنا وهو إبراهيم الخياط،صاحب ديوان (جمهورية البرتقال) الشهير، و هو من مواليد مندلي لعام 1960م،أكمل فيها دراسته الأولية،و بعد إنهائه المرحلة الإعدادية،دخل كلية الشريعة/ جامعة بغداد.و لم يواصل دراسته بسبب مضايقات النظام البائد له .
وهوالآن الوجه الإعلامي للإتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق،له خمسة مؤلفات ثقافية لحد الآن.

والأديب جليل إبراهيم المندلاوي،من مواليد بغداد 1973م،عاش فيها حتى عام 1991م،حيث أكمل فيها دراسته الأولية،عشق الكتابة منذ نعومة أظفاره،وبدأ بكتابة باكورة أعماله عام 1989م،حيث تخصص في مجال القصة القصيرة،و كذلك يمارس نظم الشعر و له عدة قصائد شعرية،يسكن في أربيل،نال جائزة (أدب العشق) في المسابقة الدولية (لوكالة سفنكس) عام 2011م.

و آن لنا أن نقف مع الشاعرة المبدعة زينب خالد الفيلي،و هي من مواليد بغداد لعام 1988م،أكملت فيها دراستها الأولية،ثم نالت شهادة البكالورويس في الهندسة عام 2009م،تعمل حالياً في وزارة الموارد المائية،وتجيد عدة لغات منها:الإنكليزية،والفرنسية،والعربية،و الكوردية،كانت تهوى نظم الشعر منذ نعومة أظفارها،حتى أنتجت مجموعتين شعريتين لحد الآن ،و هما:محكمة الهوى 2009م ،و رسائل تأبى الضياع 2010م.

و ما دمنا في روضة الشاعرات الفيليات نذكر الفنانة القديرة منى محمد غلام، وهي من مواليد بغداد لعام 1971م،حاصلة على شهادة الدبلوم في الإدارة سنة 1993م،وبكالورويس في كلية الفنون الجميلة / قسم التصميم/ بغداد،فهي متعددة المواهب مصممة و رسّامة و كاتبة و شاعرة ،و نالت عدة شهادات تقديرية وجوائز على ابداعاتها الثقافية و الفنية.

أما الأديب الفطحل صفاء خلوصي،ويسمى أيضاً أمير الأدب العراقي،مؤرخ،وأديب،و شاعر و صحفي،ولد في خانقين عام 1917م،كان والده عبد العزيز خلوصي حاكم ومتصرف الحكومة العراقية،إشتهر خلوصي في العراق من خلال البرنامج التلفزيوني مع العلامة مصطفى جواد في ( قٌل ولا تقل)، رشح في العهد الملكي ليكون وزيراً؛ خرج من العراق في بداية عام 1970م 
كان أستاذاً في جامعة أكسفورد للأدب المقارَن. أصبح رئيساً للجالية الإسلامية في بريطانيا، صاحب مؤلفات عديدة ،حيث ترك لنا خمسة عشر مؤلفاً.

وشاعر آخر غنيّ عن التعريف هو الموسوعي حيدر الحيدر،و قد كتبت عنه موضوعاً في موقع الحوار المتمدن بعنوان (الحيدر:من مفاخر الثقافة الكوردية في بغداد..) و هو من مواليد الكوت لعام 1950م،حصل على بكالورويس فنون مسرحية جامعة بغداد،و هو أديب و شاعر و قاص و مسرحي،و عضو في عدة هيئات فنية و ثقافية،و من مؤلفاته المطبوعة:
الكورد و كوردستان في الشعر العربي2013م،ومحطات الحزن و الفرح :2013م،ومختارات من دفتري القديم 2013م،و حكايات و طرائف من رفوف الذاكرة 2013م،وأصداء تدوي في فضاءات أحلامي 2007م.

ونختم هذا القسم بالشاعر الملا يحيى خضر خادم الإمام الحسين(ع)،ولد في مندلي 1931م،حيث نشأ في منزل كانت لغة القرآن سائدة فيه،وصوته مألوفاً فيه حيث كان والده الملا خضر حافظاً للقرآن،ومقرئاً له،وعندما تعلم القراءة وختم القرآن وهو في سن السابعة من عمره.كانت تلاوة القرآن وتأليف القصائد الحسينية، وقراءتها ديدنه،و إشتهر بهذا الإبداع،وعُرف على مستوى البلاد بصوته الرخيم و شعره الجميل،حتى غدا علماً في هذا المنحى، و كان محبوباً لدى الأهالي،توفي 2008م،و ترك ديوانينِ ضخمينِ جمع فيهما جميع أشعاره كافة . 

وهناك شعراء مبدعون آخرون من أبناء المكون الفيلي نذكرهم في العدد القادم منهم:مولود خانقيني،وكامل السورميري،و جمال الأركوازي،وسليمان داود علان، و ميران جمشيد،و كمال محمود الجول،و احمد نظر،و عباس ملا يحيى،و الموسوعي عبد المجيد لطفي،والشاعرة أمل عبد اللهي زاده،و خلدون جاويد،وفؤاد علي أكبر،والشيخ يوسف غضبان،و كاتب البحث،وغيرهم و هم كثيرون مما يدل بوضوح على روعة الإبداع التي تتأصل في كيان الكوردي الفيلي رغم آلامه الجسام،فهو يواكب الركب الثقافي الحضاري بكلِّ ما أوتي من إبداع و فن و قوة.

بقلم: أحمد الحمد المندلاوي 

المراکز الثقافیة الفیلیة